عن رياضة الهجن

سباقات الهجن في دولة قطر: إرث أصيل ورؤية مستقبلية

في ظل التطور الحضاري والعمراني الهائل الذي تشهده دولة قطر خلال السنوات الأخيرة، لا تزال رياضة سباق الهجن تحتفظ بمكانتها المرموقة في نفوس أبناء قطر وشعوب مجلس التعاون الخليجي. فالإبل، تلك الجوهرة الصحراوية، تمثل تراثًا أصيلًا ورابطًا تاريخيًا عميقًا بين الماضي العريق والحاضر المتطور، إذ كانت الوسيلة الوحيدة للنقل والتنقل، وتتمتع بقدرة فائقة على التكيف مع البيئة القاسية في قطر.


الدعم السامي: ركيزة التطور والتميز

يحظى سباق الهجن في قطر بدعم لا محدود ورعاية سامية من قيادتها الرشيدة، حيث يجسد صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر السابق، نموذجًا يُحتذى به في المحافظة على هذا الإرث الأصيل من خلال مشاركته السنوية في اليوم الرياضي الوطني بركوب الهجن، معبراً بذلك عن اعتزازه بهذا التراث الرياضي العريق.

ويواصل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، مدّ يد الدعم والرعاية لسباق الهجن، حيث يشرف على السباقات الكبرى ويكرم الفائزين، ويُهيئ جميع الإمكانيات المادية والتقنية لتطوير هذه الرياضة، مقدمًا جوائز نقدية وعينية هي الأكبر والأكثر قيمة في منطقة الخليج، مما عزز من مكانة رياضة سباق الهجن قطرًا وعربيًا ودوليًا.

وقد كان لهذا الدعم السامي، برفقة جهود اللجنة المنظمة لسباق الهجن برئاسة سعادة الشيخ حمد بن جاسم بن فيصل آل ثاني، الأثر الأبرز في الوصول بسباقات الهجن القطرية إلى مستوى متقدم ضمن السباقات الخليجية والعالمية. فميدان الشحانية، الذي يُعد اليوم من أكبر وأحدث ميادين السباقات في الخليج، يمتاز ببنية تحتية متطورة تشمل مضامير مجهزة بأحدث التقنيات، بالإضافة إلى إضاءة كاملة تسمح بإقامة السباقات ليلاً، مما يعكس اهتمام الدولة بالتطور المستمر لهذه الرياضة.


الابتكار والتقنية في خدمة التراث

حرصًا على مواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة، أطلقت اللجنة المنظمة نظام تسجيل إلكتروني متطور، يعد الأول من نوعه في تاريخ سباق الهجن، يتيح لملاك الإبل تسجيل بيانات هجنهم إلكترونيًا، وإدارة بيانات الأنساب والمشاركات بكل يسر وسهولة، ما ساهم في رفع مستوى التنظيم والدقة في إدارة السباقات.


التطور التاريخي لسباقات الهجن في قطر

  • البداية عام 1973: أقيم أول سباق للهجن في منطقة الفرع، غرب الشحانية بحوالي 9 كيلومترات، بمشاركة 300 من الهجن.

  • إنشاء أول مضمار عام 1974: تم بناء مضمار الريان، الذي شهد أولى السباقات الرسمية في قطر.

  • افتتاح ميدان لبرقة عام 1977: والذي كان أطول مضمار في قطر بطول 16 كيلومترًا، حيث شاركت فيه بين 400 و500 هجن في كل شوط، واستمرت السباقات فيه حتى عام 1989.

  • ميدان الشحانية 1990: بتوجيهات من صاحب السمو الأمير الوالد، تم إنشاء مضمار الشحانية الذي بدأ استقبال السباقات بمسافات 6، 8، و10 كيلومترات. ويضم الميدان مرافق متكاملة تشمل منصة رئيسية، مستشفى بيطري مجهز، عزب حديثة، مسجد كبير، ومرافق متعددة لخدمة المشاركين.

  • الجوائز المرموقة: في عام 1987، قدم سعادة الشيخ حمد بن جاسم بن فيصل آل ثاني أول سيارتين كجوائز، وفاز بأول سيارة السيد حمد بن سالم بن زهرة المري. وفي 1989، قُدم أول رمز رسمي لهذه الرياضة من صاحب السمو الأمير الوالد، وفازت به الهجن المسماة "الذهيبة" ملك السيد راشد بن مقارح المري.

  • المهرجانات الكبرى: يشرف صاحب السمو الأمير المفدى سنويًا على "المهرجان السنوي الكبير"، حيث تتنافس الهجن الخليجية للفوز بالسيف المقدم من سموه، مع تقديم جوائز نقدية وعينية متميزة. كما استحدثت اللجنة المنظمة مهرجانًا سنويًا باسم المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني - رحمه الله - يقام في ديسمبر من كل عام، متبوعًا بالمهرجان السنوي الكبير.


أنواع الهجن في قطر

تضم قطر نوعين رئيسيين من الهجن:

  • الهجن القطرية (العمانية): التي تتميز بقوة البنية والقدرة العالية على التحمل في الظروف البيئية الصعبة.

  • الهجن السودانية: والتي استُقدمت من السودان عبر السعودية، وتشتهر بخفة الحركة والسرعة، مما يجعلها منافسًا قويًا في السباقات.